أخي المريض... شفاك الله وعفاك، وأبرأك من كل سقم وداواك، وقربك بمرضك إليه وأدناك، وأخرجك من مرضك ولا سيئة عليك وحيَّاك، وجعل أعالي الفردوس مأواك، ووجهه يوم المزيد أراك.
وأرجو من الله تعالى أن تكون هذه الكلمات بلسماً شافياً، وعوناً مداوياً.
حبيبي في الله ... اعلم أن هذا المرض علامة على محبة الله لك
فقد أخرج الإمام أحمد من حديث محمود بن لبيد أن النبي قال: "إذا أحب الله قوما ابتلاهم "
وانظر أيها المريض... إلي قوله: " إذا أحب "
فليس الشأن أن تحب الله إنما الشأن أن يحبك الله، وأهل البلاء هم أهل محبته
وفي الحديث: " والله لن يلقي الله حبيبه في النار " ( صحيح الجامع: 248).
وعند الترمذي وابن ماجة عن أنس أن النبي قال:
"إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وأن الله – تعالى – إذا أحب قوما ابتلاهم"
(صححه الألباني في صحيح الترمذي 2/286)
وكلما ازدادت المحبة ازداد البلاء حتى يُزاد في الجزاء والأجر ...
ولذلك تجد أن أشد الناس ابتلاء الأنبياء فالأمثل فالأمثل؛ لأنهم أحب الخلق إلي الله تعالى.
فقد جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة عن مصعب عن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: " قلت: يا رسول الله. أي الناس أشد بلاء ؟
قال: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صُلْباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قَدْر [حسب] دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ". (صحيح الترغيب والترهيب:3402)
ودليل هذا أنك تجد النبي وهو أحب الخلق إلي الحق ـ سبحانه وتعالى ـ ومع ذلك يشتد عليه الوجع في مرضه.
تقول عائشة – رضي الله عنها – كما عند البخاري ومسلم:
" ما رأيت أحداً أشد عليه الوجع من رسول الله ".
أخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود قال:
دخلت على رسول الله وهو يوعك، فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وكعاً شديداً !!
فقال رسول الله : " أجل "إني أوعك كما يوعك رجلان منكم " قال: فقلت: ذلك إن لك أجرين، فقال رسول الله : " أجل" ثم قال رسول الله : " وما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حطَّ الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها ".
ـ الوعك: هو الحُمَّى، وقيل ألم الحمى.
ـ تحط: تلقيه منثراً. (شرح مسلم للنووي: 16/363).