رفق الرسول صلى الله عليه وسلم
بالحيوان
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بُعث رحمة للعالمين ، قال تعالى :
{ وما أرسلناك إلا رحمة رحمة للعالمين }[ الأنبياء :107] .
وقال صلى الله عليه وسلم : (إنما أنا رحمة مهداة )
رواه الدارمي
في هذه الورقات سأذكر عدة أحاديث تدل على
رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للحيوان وأن الإسلام
قد نادى بحقوق الحيوان قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ،
فكيف بحقوق الإنسان وبرحمة الإنسان للإنسان
ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم :
(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )
واه الطبراني والحاكم عن ابن مسعود والطبراني عن جرير
وهذا عام في الحيوان والإنسان ، مسلماً كان أم كافراً . فهذه عدة أحاديث :
الحديث الأول :
عن ابن مسعود رضي عنه قال :
كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر فانطلق لحاجته،
فرأينا حُمَّرَةً معها فرخان فأخذنا فرخيها،
فجاءت الحمرة فجعلت تفرش.
وفي رواية ترفرف على رأس رسول الله ورأس أصحابه .
فقال -صلى الله عليه وسلم-
فقال: "من فجع هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها"
رواه أبو داود وأحمد وغيرهما
.
الحديث الثاني :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((بينما رجل يمشي بطريق، اشتد عليه العطش،
فوجد بئراً فنزل فيها، فشرب و خرج، فإذا كلب يلهث،
يأكل الثرى من العطش،
فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني،
فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه،حتى رقي ،
فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له).
فقالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟
فقال: صلى الله عليه وسلم (في كل ذات كبد رطبة أجر).
إن الله كتب الإحسان على كل شيء
الحديث الثالث :
عن أبي هريرة، رضي الله عنه ، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"بينما كلب يطيف بركية ( أي بئر ) قد كاد يقتله العطش.
إذ رأته بغي من البغايا. فنزعت موقها( أي حذائها )،
فاستقت له به، فسقته إياه، فغفر لها ".
رواه البخاري ومسلم
الحديث الرابع :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ،
لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )
.رواه البخاري ومسلم
الحديث الخامس :
عن قرة بن إياس رضي الله عنه قال : قال رجل يا رسول الله
أني لأذبح الشاة فأرحمها فقال صلى الله عليه وسلم :
(والشاة إن رحمتها رحمك الله )
رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وهو في السلسلة الصحيحة رقم 26
الحديث السادس :
عن شداد بن أوس.
قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال (إن الله كتب الإحسان على كل شيء.
فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة. وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح.
وليحد أحدكم شفرته. فليرح ذبيحته).
رواه مسلم وغيره .
الحديث السابع :
عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما-:
قال : مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله
على صفحة شاة ويحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها ،
فقال صلى الله عليه وسلم :
( أفلا قبل هذا ، أتريد أن تميتها مرتين ؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها )
رواه الطبراني والحاكم وذكره الشيخ ناصر في السلسلة الصحيحة رقم 24.
لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً
الحديث الثامن :
عن عبد الله بن جعفر قال: أرْدَفِني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
خلفه ذات يوم، وكان أحبُّ ما استتر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم
لحاجته هَدَفاً أو حائش نخل.
فدخل حائطاً ( أي بستانا ) لرجل من الأنصار، فإِذا جَمَلٌ،
فلما رأى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- حَنَّ وذرفت عيناه،
فأتاه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فمسح سراته إلى سنامه و ذِفْرَاهُ فسكن.
فقال: "لمن هذا الجمل؟
فجاء فتىً من الأنصار فقال: لي يا رسول اللّه.
فقال: صلى الله عليه وسلم
"أفلا نتَّقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها،
فإِنه شكى إليَّ أنك تجيعه وتدئبه".
رواه أبو داود وأحمد وهو في السلسلة الصحيحة رقم 20.
الحديث التاسع :
عن جابر بن عبدا لله رضي الله عنه قال : أن النبي صلى الله عليه وسلم ،
مرّ عليه حمار قد وسم في وجهه فقال :
لعن الله الذي وسمه ) رواه مسلم .
الحديث العاشر :
عن ابن عمر رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله يقول : لعن الله من مثل بالحيوان )
رواه النسائي وأحمد .
والتمثيل من المثلة وهي تشويه الخلقة بقطع بعض الأعضاء .
الحديث الحادي عشر :
عن سعيد بن جبير قال : مرّ ابن عمر بفتيان من قريش
قد نصبوا طيراً وهم يرمونه وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم ،
فلما راوا ابن عمر تفرقوا ، قال ابن عمر من فعل هذا ؟
لعن الله من فعل هذا ،
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً )
رواه مسلم .