بشرى المؤمنين في الدنيا :من نبيهم : سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ} .
وفي الآخرة من ربهم :{ سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ }:
ــــــــ
{ وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا بِجَهَٰلَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
ـــــــــ
( من الناس من قال: إنه تعالى لما أمر الرسول بأن يقول لهم: { سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } كان هذا من قول الله تعالى ومن كلامه، فهذا يدل على أنه سبحانه وتعالى قال لهم في الدنيا: { سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } وتحقيق هذا الكلام أنه تعالى وعد أقواماً بأنه يقول لهم بعد الموت
{ سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ }
ثم إن أقواماً أفنوا أعمارهم في العبودية حتى صاروا في حياتهم الدنيوية كأنهم انتقلوا إلى عالم القيامة، لا جرم صار التسليم الموعود به بعد الموت في حق هؤلاء حال كونهم في الدنيا،
ومنهم من قال: لا، بل هذا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام. وقوله ,وعلى التقديرين فهو درجة عالية.)
ــــــــــ
من : مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ)
ــــــــ