من صيغ الصلاة الإبراهيمية : صيغة لرؤية الرب القريب وأخرى لرؤية الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم :
ــــــــــ
1 ـ ( ثم شرع في صيغة إبراهيمية واردة عن رسول الله r قال بعضهم من قرأها ألفًا رأى ربه في النوم فقال (اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد) وتقدم الكلام عليها في نظيرتها الأول في المسبعات فلا حاجة لإعادته . )
ــــــــــــــ
ولمزيد الفائدة نوردها هنا :
ـــــــ
2 ـ ( اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد )
فمعنى اللهم يا الله الجامع لجميع الأسماء والصفات والميم عوض عن حرف النداء ولا يجتمعان إلا في الشعر شذوذاً قال ابن مالك :
والأكثر اللهم بالتعويض وشذ يا اللهم في القريض
وقوله صلِّ أي اجعل رحمتك المقرونة بالتعظيم والتكريم والتفخيم دائمة عليه بين أهل الدنيا والآخرة في العالم العلوي والسفلي نازلة عليه من سماء علاك ولذا تعدى بعلى على ألسنة الفصحاء وقولهم إن على للمضرة محله إذا وقعت في محل قابل للام كقوله تعالى ) لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ( وأما عنوان الصلاة فهو نظير قوله تعالى ) قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا( ولما أمر الله عباده بالصلاة عليه ولا قدرة لهم على جلب خير لأنفسهم فضلا عن غيرهم كفى في خروجهم من عهدة التكليف طلبهم من الله أن يصلي عليه فلذلك كانت الصلاة من الله إنعامه ومن غيره الطلب من الله Y ويشرفون بذلك في الدنيا والآخرة فضلاً من الله ونعمة على عباده وقوله محمد هو علم على ذاته r وخص من بين الأسماء لأنه أشرفها وأعظمها ولذلك قرن بكلمة التوحيد وهو منقول من اسم مفعول الفعل المضعف وهو أبلغ جميع الأسماء التي اشتقت من هذه المادة لأن المحمد في اللغة وهو الذي يحمد حمداً بعد حمد لأن الصيغة تقتضي التكرار فهو اسم مطابق لذاته ومعناه أن ذاته محمودة على ألسنة العالم من كل الوجوه حقيقة وأوصافاً وأخلاقاً وأعمالاً وأحوالاً وعلوماً وأحكاماً فهو محمد في الأرض والسماء والدنيا والآخرة فهو r خير من حمد وأفضل من حمد وكيف لا ولواء الحمد بيده وهو صاحب المقام المحمود وقد سماه الله بهذا الاسم قبل أن يخلق الخلق بألفي عام وقد سماه جده عبد المطلب بسبب رؤيا كان رآها في المنام كأن سلسلة من فضة خرجت مت ظهره لها طرف في السماء وطرف في الأرض وطرف بالمشرق وطرف بالمغرب ثم عادت كأنها شجرة على كل ورقة منها نور فإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها. فقصَّها فعُبِّرَتْ له بمولود يكون من صلبه يتعلق به أهل السماء والأرض وقد سمعت أمه قائلاً يقول لها : إنك حملت بسيد هذه الأمة فإذا أوضعتيه فسميه محمداً. وآله r هم الذين حرمت عليهم الزكاة ويطلق على الأتقياء من أمته لقوله r آل محمد كل تقي وقوله كما صليت الكاف للتشبيه وما مصدرية فالمشبه به الصلاة بمعنى المصدر أو موصولة فالمشبه به الصلاة بمعنى المفعول وجملة صليت صلة الموصول وإبراهيم هو خليل الله ومعناه الأب الرحيم وهناك سؤال وهو أن المشبه بالشيء لا يكون أعلى بل أدنى أو مساوٍ ومن المقرر أن الصلاة على نبينا أفضل وقد أجابوا عن ذلك بأجوبة كثيرة منها أن القاعدة أغلبية كما في قوله تعالى ) مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ( الآية ومنها إنما قيل ذلك لتقدم الصلاة على إبراهيم u أي كما تقدمت منك الصلاة على إبراهيم فصل على محمد بطريق الأولى والتشبيه إنما هو لأصل الصلاة بأصل الصلاة لا تقدر بالقدر فهو كقوله تعالى ) إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح ( وقوله تعالى ) كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (وقوله تعالى ) وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ( [القصص ﴿77﴾] ومنها انه قال ذلك تواضعاً وشرعة لامته ليكتسبوا بذلك الفضل والثواب وغير ذلك من الأجوبة التي ذكرها شراح الدلائل والمراد بآل إبراهيم أتباعه وذريه المؤمنون أنبياء وغيرهم فيشمل أولاد صلبه وجميع أنبياء بني إسرائيل وهو معنى قوله تعالى ) رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ( [هود﴿73﴾] ومعنى بارك أفض خيرات الدارين آدم ما أعطيته من التشريف والكرامة أدم ذكره وشريعته لان البركة هي زيادة الخير في الشيء ومعنى في العالمين اجعل الصلاة منتشرة عليه في جميع الخلق كما جعلتها على إبراهيم وحميد فعيل بمعنى مفعول أي محمود لان عباده حمدوه أو بمعنى فاعل أي حامد لأنه الحامد لنفسه وللمطيعين من عباده ومجيد من المجد وهو الشرف والرفعة وكرم الذات والفعال والمعنى انك أهل الحمد والفعل الجميل والكرم والأفضل فأعطنا سؤلنا وهذه الصيغة أخرج حديثها مالك في الموطأ ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي مسعود الأنصاري البدري t قال أتانا رسول الله r ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال بشير بن سعد أمرنا الله إن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله r حتى تمنينا انه لم يسأله ثم قال تلك الصيغة وقد وردت بأوجه مختلفة كما ذكرها صاحب الدلائل وتسمى الإبراهيمية وليس فيها لفظ سيادة فمن أراد الاقتصار على الوارد تركها وهو الأولى عند مالك وأصحابه وروى البخاري في كتبه انه r قال : من قال هذه الصلاة شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له وهو حديث حسن ورجاله رجال الصحيح وذكر بعضهم إن قراءتها ألف مرة توجب رؤية النبي )
ــــــــــ
شرح الصاوي
ـــــــــ
1 ـ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
ــــــــ
2 ـ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمِّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .