(باب استحباب وصية أهل المريض ومن يخدمه بالإحسان إليه والصبر على ما يشق من أمره وكذا بالوصية بمن قرب سبب موته بحد أو قصاص أو نحوهما)
913-عن عمران بن الحُصين رضى الله عنه أَن امرأَةً منْ جُهَيْنَةَ أَتَتِ النبىَّ صلى الله عليه وسلم وهى حُبْلَى مِنَ الزَّنَا,فقالت يارسول الله صلى الله عليه وسلم أَصبتُ حدّا فَأَقمهُ علىَّ,فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وليَّهَا ,فقال :((أَحْسِنْ إلَيْهَا ,فَإِذا وضَعتْ فَأتِنى بهَا)) فَفعل فَأمر بِها النبىُ صلى الله عليه وسلم فشُدَّتْ علَيهاَ ثِيابُها ثمَّ أَمر بِها فَرُجِمتْ,ثمَّ صَلَّى عليها(رواه مسلم)
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>(الشرح)<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
ذكر المؤلف النووى رحمه الله تعالى فى باب استحباب وصية أهل المريض بالصبر وتحمله وغير ذلك ,يعنى أنه ينبغى للإنسان أن يحسن إلى المريض ويتحمله ويصبر علي ما يجد منه من كلام قاس لأن المريض نفسه ضيقة والدنيا عليه قد ضاقت فربما يحصل منه كلام أو تضجر أو ما أشبه ذلك فليصبر الإنسان على هذا وليحتسب الأجرمن الله-سبحانه تعالى-فإنه يثاب على إحسانه لهذا المريض ويثاب على تحمله المشقة منه والأذى ولا سيما إذا كان هذا الذى يتولاه الإنسان قد وجب سبب موته أو سبب قتله كما ذكر فى حديث عمران بن الحصين رضى الله عنه أن امرأة جاءت إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهى حبلى من الزنا -حامل-فقالت-:يارسول الله صلى الله عليه وسلم إنى أصبت حداً فأقمه على تريد من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقيم عليهاالحد وهوالرجم لأنها محصنة,فدعا النبى صلى الله عليه وسلم وليها وقال له ((أحسن إليها فإذا وضعت (يعنى خلفت)فأتنى بها))فجئ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن وضعت الحمل(يعنى خلفت) ثم أمرها أن تنتظر حتى تفطم الصبى فلما فطمته جاءت فأقام عليها الحد وأمرها أن تشد عليها ثيابها أى تحزم وتربط لئلا تضطرب عند رجمها فتبدو سوءتها-أى عورتها-ثم أمر بها فرجمت وصلى عليها
ففى هذا دليل على أنه يوصى أهل الميت ومن يتولاه بالإحسان إليه والرفق به وغيرما ذكر مما يناسب حاله كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم وفى هذا الحديث دليل على إنه لايشترط فى الإقرار بالزنا أربع مرات وأن الزانى إذا أقر ولو مرة واحدة وهو عاقل لااشتباه فى حاله فإنه يؤخذبإقراره ويقام عليه الحد ,وفيه أيضاً دليل على أنه يشترط فى إقامة الحد ألا يتعد الضرر إلى غير المحدود لأنها لو رجمت لمات الذى فى بطنها وهو ليس منه جناية ولهذا أمر النبى صلى الله عليه وسلم أن تنتظر حتى تضع(يعنى تخلف)مولودها وتفطمه,وعند الجم تربط عليها ثيابها ثم تلقى عليها الحجارة ,حجارة لا صغيرة ولا كبيرة حتى تموت وإنما كان الحد هكذا ,لأن الشهوة المحرمة شملت جميع البدن فناسب أن يذوق جميع البدن ألم العقوبة وهذا من حكمة الله عزوجل.
وفى هذا دليل على أن الحدود إذا أقيمت فإن صاحبها يبرأ منها ويخلص منها ويطهر منها ولهذا أمر النبى صلى الله عليه وسلم بها فصلى عليها وصلى الناس أيضاً
؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛(كتاب رياض الصالحين شرح ابن عثيمين),,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,