أُمُّ حَبِيْبَةَ
أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ رَمْلَةُ الأُمَوِيَّةُ
نسبها ومولدها
السَّيِّدَةُ المُحَجَّبَةُ أمُّ المُؤْمِنِيْنَ أمُّ حَبيبةَ، رَمْلَةُ رضيَ الله عنها بنتُ أبي سُفيان صخرِ بنِ حربِ بنِ أُميّة بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ. وأُمُّها صفيّةُ بنتُ أبي العاصِ بنِ أُميّة.
ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عامًا. اسمها رملة، وقيل: هند.
وَهِيَ مِنْ بَنَاتِ عَمِّ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ فِي أَزْوَاجِهِ مَنْ هِيَ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَيْهِ مِنْهَا، وَلاَ فِي نِسَائِهِ مَنْ هِيَ أَكْثَرُ صَدَاقًا مِنْهَا، وَلاَ مَنْ تَزَوَّجَ بِهَا وَهِيَ نَائِيَةُ الدَّارِ أَبْعَدُ مِنْهَا وهي التي أَصْدَقَها النّجَاشيُّ عنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
روايتها للحديث
رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. مُسْنَدُهَا: خَمْسَةٌ وَسِتُّوْنَ حَدِيْثًا.
وَاتَّفَقَ لَهَا البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى حَدِيْثَيْنِ، وَتَفَرَّدَ مُسْلِمٌ بِحَدِيْثَيْنِ.
حَدَّثَ عَنْهَا: أَخَوَاهَا الخَلِيْفَةُ مُعَاوِيَةُ، وَعَنْبَسَةُ، وَابْنُ أَخِيْهَا؛ عَبْدُ اللهِ بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ وَآخَرُوْنَ.
إسلامها وزواجها من رسول الله
أسلمت قديمًا بمكة وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش .....( فارتد وكفر ) بالحبشة ومات بها وأبت هي ... وثبتت على إسلامها فتزوجها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحبشة.
وَورد أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ وَلَدَتْ حَبِيْبَةَ بِمَكَّةَ، قَبْلَ هِجْرَةِ الحَبَشَةِ.
عُقِدَ عَلَيْهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالحَبَشَةِ سَنَةَ سِتٍّ وقيل سنةَ سَبعٍ، وَأَصْدَقَهَا عَنْهُ صَاحِبُ الحَبَشَةِ أَرْبَعَ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَجَهَّزَهَا بِأَشْيَاءَ.
وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ إِلَى النَّجَاشِيِّ يَخْطُبُ عَلَيْهِ أُمَّ حَبِيْبَةَ، فَأَصْدَقَهَا مِنْ عِنْدِهِ أَرْبَعَ مائَةِ دِيْنَارٍ. وكَانَ لَهَا يَوْمَ قَدِمَ بِهَا المَدِيْنَةَ بِضْعٌ وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً.
وفي طبقات ابن سعد: قالت أم حبيبة: رأيت في المنام كأن زوجي
عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة، ففزعت، فأصبحت، فإذا به قد ....ارتد، فأخبرته بالمنام، فلم يحفل به، وأكب على الخمر حتى مات، فأتاني آت في نومي فقال: يا أم المؤمنين، ففزعت.
فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له يقال لها أبرهة، فدخلت علي، فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلي أن أزوجكه، فقالت: بشرك الله بخير، قالت: يقول لك الملك: وكلي من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته، وأعطت أبرهة سوارين من فضة وخواتيم فضة، سرورًا بما بشرتها.
فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال:
الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما بعد
فإن رسول الله كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله، وقد أصدقتها أربع مائة دينار.
ثم سكب الدنانير بين يدي القوم، فتكلم خالد بن سعيد فقال:
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أما بعد
فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله رسول الله.
ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا، فقال: اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج، فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا.
بعض مروياتها
روى البخاري عن عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ".
قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ عَنْبَسَةُ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ أُمِّ حَبِيبَةَ.
وفي رواية عند البخاري عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعَتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للَّه كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيْضَةٍ إِلاَّ بَنَى الله لَهُ بَيْتَاً فِي الْجَنَّةِ، أَوْ إِلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ".
وفاتها:
تُوفّيت أُمُّ حَبِيْبَةَ رضي الله عنها في سَنةِ أربعٍ وأربعينَ في خِلافةِ أخِيها مُعاوِية.
رضي الله عنها وجمعنا معها في جنات النعيم