أيها الأخوة في الله ..ولاتزال نفحات المولى تساق إلينا ..ومن كرمه وجوده شرع مواسم الخيرات..عمل قليل وأجور كبيرة ... ونحن نعيش في شهر من الأشهر الحرم .. التي قال الله فيها: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ.))
وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ)) رواه البخاري.
والمحرم سمي بذلك لكونه شهرا محرما وتأكيدا لتحريمه.
وقوله تعالى في الآية السابقة:
فلا تظلموا فيهن أنفسكم
، أي في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ)) رواه مسلم.
قوله: (شهر الله) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم.
أيها الأخوة : ومن صفات أهل السنة والجماعة الاتباع لا الابتداع ولهذا دائما ما يطبقون أوامر النبي صلى الله عليه وسلم كما هي ويخالفون صفات المشركين واليهود ...ولذا لما
قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ. هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ. فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ. فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ)) رواه البخاري.
زاد مسلم في روايته: ((شكرا لله تعالى فنحن نصومه)) وفي رواية للبخاري: ((ونحن نصومه تعظيما له)) ورواه الإمام أحمد بزيادة((وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا)).
روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: ((حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِع.َ قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) رواه مسلم.
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا; لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر, ونوى صيام التاسع.
وقال بعض العلماء: ولعل السبب في صوم التاسع مع العاشر ألا يتشبه باليهود في إفراد العاشر.
وصيام اليوم العاشر من محرم يكفر سنة كاملة ..قال صلى الله عليه وسلم : ((صيام عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ..))
نعم ...نحن نصومه اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم شكرا لله تعالى...
لا كما يفعله بعض المبتدعة من مآتم وأحزان ..وشق للجيوب ولطم للخدود وصراخ وعويل ...كما تنقله كثير من القنوات والمنتديات ..
ألم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عن شق الجيوب ولطم الخدود..ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم.. ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود و دعا بدعوى الجاهلية ...هل سبق وأن أقام النبي صلى الله عليه مأتما يتكرر كل عام ؟؟!!...خصوصا وقد استشهد في زمنه صلى الله عليه وسلم من هو من ال بيته ومن أحب الناس إليه!!؟؟ ... استشهد حمزة ..وجعفر وقبلهم توفيت خديجة رضي الله عنهم أجمعين .. وغيرهم كثير ..ولم يقم صلى الله عليه وسلم شيئا من تلك المنكرات..
أيها الأحبة :
إنه لا نزاع في فضل الحسين ـ رضـي الله عنه ـ ومناقبه ...بل ومن يشك في ذلك فهو ضال مضل ؛ فالحسين رضي الله عنه من علماء الصحابة، ومن سادات المسلمين في الدنيا والآخـــرة الذين عرفوا بالعبادة والشجاعة والسخاء ، وهو ابن بنت أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، والتي هي أفـضـل بناته، وما وقـــع من قتله فأمر منكر ..شنيع ...محزن لكل مسلم، وقد انتقم الله ـ عز وجل ـ مـن قـتـلـتـه فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرة، فأصابتهم العاهات والفتن...وماعندالله أكبر...
والمسلم الحق هو الذي يتعلم منهج الإسلام في الحب والكره...ويكون متبعا لمحمد صلى الله عليه وسلم وال بيته لامبتدعا لخرافات ما أنزل الله بها من سلطان ..
ولكرم النبي صلى الله عليه وسلم كرمت ذريته، ولشرفه شرف آل بيته، وليعلم القاصي والداني أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته رضي الله عنهم واتباعهم جزء لا يتجزء من عقيدتنا ونشهد الله على ذلك ،. كيف لا، وهم وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هم وصيته ..وهم بقيته،..وهم نسله من بعده ..إذ يقول: "أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" (رواه مسلم..
وآل بيته صلى الله عليه وسلم هم أزواجه وذريته وقرابته الذين حرمت عليهم الصدقة ..هم أشراف الناس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة" (رواه البخاري)، ...وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني" وفي رواية في الصحيحين أيضًا: "فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها"،
وروى البخاري -رحمه الله- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "أنت مني وأنا منك"، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الحسن بن علي رضي الله عنه : "إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين" (رواه البخاري). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحسن رضي الله عنه : "اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه" (متفق عليه
. وقد قال الله عزّ وجل في قران يتلى إلى قيام الساعة: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا" ومعلوم أن هذه الآية نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لأن ما قبلها وما بعدها كله خطاب لهن رضي الله عنهن،
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: قولوا: "اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد". وهذا يفسر اللفظ الآخر للحديث: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد؛ فالآل هنا هم الأزواج والذرية كما في الحديث ....
وهذا هو منهجنا نحن أهل السنة والجماعة ومنهج علمائنا من قبلنا ..بل .. ومنهج سلفنا الصالح .. نحبهم و نتبعهم ونعادي من عاداهم وليس لدينا بحمد الله تقية أو مخادعة أو إباحة للكذب ..ففي الصحيحين "أن أبا بكر رضي الله عنه قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ أن أصل من قرابتي" وفي صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهد بالرضا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والسبق والفضل ولما وضع الديوان بدأ بأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ....وكان يقول للعباس رضي الله عنه: "والله لإسلامك أحب إلي من إسلام الخطاب لحب النبي صلى الله عليه وسلم لإسلامك"،
كما استسقى عمر بالعباس وأكرم عبد الله ابن عباس وأدخله مع الأشياخ رضي الله عنهم أجمعين... كل ذلك في صحيح البخاري وغيره . وقد روى إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في فضائل آل البيت وحفظ للأمة أحاديث كثيرة في ذلك ، منها ما رواه عن عبد المطلب بن ربيعة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس: "والله لا يدخلُ قلب مسلم إيمانٌ حتى يحبّكم لله ولقرابتي "،
وقد تتابع علماء الإسلام على ذلك ..فعقد أئمة الحديث أبواب في كتبهم في فضائل أهل البيت ...مجتمعين ..وكل بخصوصه ..كالبخاري ومسلم وأبي داوود وغيرهم ..
كما نصت كتب عقائدنا على وجوب حب ال البيت رضيالله عنهم واتباعهم ...
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حيث قال يوم غدير خم: "أذكركم الله في أهل بيتي". رواه مسلم.
وقال الطحاوي رحمه الله: "ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان. ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق ..
". قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "لآله صلى الله عليه وسلم حق لا يشركهم فيه غيرهم ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر قريش.. وقريش يستحقون ما لا يستحقه غيرهم من القبائل". وقال رحمه الله في موضع آخر: "وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقًا، فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقوقهم ويظن أنه من التوحيد بل هو من الغلو والجفاء، ونحن ما أنكرنا إلا ادعاء الألوهية فيهم وإكرام مدعي ذلك" انتهى كلامه رحمه الله . و قال أمام السنة في زمانه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "والشيخ محمد رحمه الله – يعني ابن عبدالوهاب - وأتباعه الذين ناصروا دعوته كلهم يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ساروا على نهجه ويعرفون فضلهم ويتقربون إلى الله سبحانه بمحبتهم والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والرضا كالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكالخليفة الرابع الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبنائه الحسن والحسين ومحمد رضي الله عنهم . ومن سار على نهجهم من أهل البيت" انتهى كلامه رحمه الله.
.... إن حبهم يقتضي اتباعهم والسير على نهجهم ولا يبيح دعاءهم والاستغاثة بهم وإقامة الماتم والاحزان التي لم يفعلوها هم بل وأنكروها رضي الله عنهم ..
(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ..)) ..
إن من يخالف منهج أهل البيت رضوان الله عليهم بحيث يدعوهم ويشركهم مع الله تعالى الله فهو كمثل من قال الله فيهم "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله".
نعم إن منهج أهل البيت هو الإيمان بقوله تعالى ((مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ، والإيمان بقوله تعالى (( قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ) ، وبقوله تعالى ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ * وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَه...))
فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..واجعلنا ممن حقق التوحيد ..واحشرنا في زمرة محمد صلى الله عليه وسلم وال بيته الطيبين الأطهار وصحابته الكرام الأبرار ..أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية ..
الحمدلله ..
إن عقيدتنا في وجوب حب ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ..لا تبيح دعاءهم من دون الله ووصفهم بصفات الألوهية من علم الغيب وقدرتهم على الخلق وأنهم يقولون للشيء كن فيكون ..كما يأن حبنا لال البيت واتباعهم رضي الله عنهم لايعني أنه لا علم عن غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم والعلماء الذين جاؤوا من بعدهم ..ولايلزم منه تضليل الصحابة بل ولعنهم وتكفيرهم كما يفعل أولئك الضلال..
وليعلم هؤلاء أن الذي أمر بحب ال البيت أمر بحب الصحابة واتباعهم ..
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} من هم المهاجرون والأنصار؟ أليسوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} من هم المؤمنون الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ..أليسوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ألم يقل الله تعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
لقد خاب قوم زعموا أنهم يحبون ال البيت ..فكذبوا عليهم ونسجوا حولهم الأساطير ودعوهم من دون الله بل قال بعضهم عياذا بالله دعاء أهل البيت أفضل من دعاء الله وحده..
{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (45) سورة الزمر
والمسلم العاقل يدرك أن حب ال البيت لايبيح الكذب عليهم ودعاءهم والغلو فيهم ولايبيح الطعن بخير خلق الله بعد الأنبياء وهم الصحابة رضي الله عنهم..
وبهذا أحبتي فاز أهل السنة بالخير كله بحب ال البيت وحب الصحابة وباتباع البيت وباتباع الصحابة رضي الله عن الجميع ...والحمد لله رب العالمين ...