محبة سيد البرية صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و
نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من
يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأ شهد أن محمداً عبدُه و رسولُه.

{يَاأَيها الذين آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون}

{يَاأَيها الذين آمَنُوا اتقوا
الله الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثِيراً
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.

{يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أعما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم
وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً}.

أما بعد،

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه
وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في
النار.

اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، في
العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.

وبعد،
فإننا في هذه الفترة العصيبة التي تعيشها الأمة الإسلامية لفي أشد الحاجة
إلى شعاع من نور ليضيء لنا الطريق، ويبعث في نفوسنا الأمل، ويزيل من
قلوبنا الألم فيكون حافزا لنا على الإخلاص في القول والعمل.

ولا شك أن الله عز وجل قد جعل الأنبياء والمرسلين قدوة وأسوة لنا في كل زمان ومكان فقال تعالى: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}[سورة الأنعام: الآية۹۰].

فما أحوج الأمة إلى أن تتعايش مع سيرتهم لتعيش القدوة الحقيقية ومع سيرة سيد البرية صلى الله عليه وسلم خاصة مصداقا لقوله تعالى: {لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [سورة الأحزاب:
الآية۲١]، لنتبع و لا نبتدع، لنأخذ
منه صلى الله عليه وسلم العظة والعبرة و نعيش الأسوة و القدوة، فما أصيب
المسلمون إلا بسبب الإخلال بجانب الاقتداء به، والأخذ بهديه، واتباع سنته
صلى الله عليه وسلم، حتى اكتفى بعض المسلمين من سيرته بقراءتها في المواسم
البدعية والاحتفالات، وبعضهم بقراءتها للبركة وهذا راجع إما لجهل بأصل
مبدأ الاتباع والاهتداء والاقتداء، وعدم الإدراك بأن هذا من لوازم المحبة
له صلى الله عليه وسلم، وإما لعدم إدراك مواضع الاقتداء من سيرته صلى الله
عليه وسلم؛ نظراً لضعف الملكة في الاستنباط، أو لقلة العلم والاطلاع على
كتب أهل العلم.

إذا انساب في الأسماع ذكر محمدِ

طرِبنا للفظ رائع يانع نــــــدِ

حروف يتيه الحُسن من وقع درسها

و يرنو إلى النور البهي الممجدِ

تَسمى بما لم تعرف الناس قبلـه

ليُلبسه مولاه ثوب التفـــــــردِ

و مولاه محمود و هذا محمـــــدٌ

يفوز بأفنان الثناء المــــرددِ

تُغني به الدنيا على كل منبــر
و نرويه إكراما له في الـتشهـدِ

سجاياهُ موّالي و ذكراه في دمـي
و في القلب مأواه وبالروح أفتـدِ

‏‏في صحيح مسلم، أن ‏سعد
بن هشام بن عامر سأل أمنا عائشة قال: (يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول
الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قالت: ‏‏ألست تقرأ القرآن قلت: بلى، قالت: فإن خلق نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان القرآن...).

ـ يقول الإمام النووي رحمه الله:

‏"قولها: (فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن)
‏
‏معناه: العمل به والوقوف عند حدوده والتأدب بآدابه والاعتبار بأمثاله وقصصه وتدبره وحسن تلاوته".اهـ

اللهم
صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك
حميد مجيد.

سبحانك الله وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و
نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من
يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأ شهد أن محمداً عبدُه و رسولُه.

{يَاأَيها الذين آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون}

{يَاأَيها الذين آمَنُوا اتقوا
الله الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثِيراً
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.

{يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أعما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم
وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً}.

أما بعد،

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه
وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في
النار.

اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، في
العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.

وبعد،

لا نزال مع النور المحمدي، نعطر النفوس بعطر أريجه، و نروح القلوب بعذب حديثه، لنتبع
و لا نبتدع، لنأخذ منه صلى الله عليه وسلم العظة والعبرة و نعيش الأسوة و
القدوة في زمان نعيش فيه أزمة أخلاقية لا ينبغي أن نتغافل عنها.

فحسن الخلق هو الامر الذي يقوم عليه الإسلام، بل هو الإسلام، ولذا قال سيد الأنام صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) [رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 45].

ولما سأل النواس بن سمعان رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن البر قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (البر حسن الخُلُق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس) [رواه مسلم: 2553].

قال الله تعالى: ((وإنك لعلى خُلُق عظيم)) [القلم: 4].

ـ يقول الطبري رحمه الله: "الخُلُقُ
العظيم هنا هو الادب العظيم وذلك أدب القرآن الذي أدبه الله به وهو
الإسلام وشرائعه، وقد روي هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
تعالى: ((وإنك لعلى خُلُق عظيم)) [القلم: 4]، المعنى: على دين عظيم وهو
الإسلام" اهـ [تفسير الطبري: مجلد 12، جزء 28، ص 13].

ـ في صحيح مسلم أن ‏سعد بن هشام بن عامر سأل أمنا عائشة قال: "يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم، ‏ ‏قالت: ‏‏ألست تقرأ القرآن قلت: بلى، قالت فإن خلق نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان القرآن).

> وصف موجز وبليغ تصف به أم المؤمنين الفقيهة العالمة حبيبها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ـ قال قتادة رحمه الله: "تقول كما هو في القرآن"اهـ.

ـ وقال الإمام الجنيد رحمه الله: "سمي خُلُقه عظيما لأنه لم تكن له همة سوى الله".

وقال الحسن رضي الله عنه: "هو آداب القرآن".

ـ وقال ابن القيم: "إنك لعلى الخلق الذي آثرك به الله في القرآن".

>
وإذا أردنا أن نستعرض صور مضيئة من حسن خلقه صلى الله عليه وسلم فسوف
نحتاج لنستعرض سيرته كلها من أولها إلى آخرها لأن حياته صلى الله عليه
وسلم كانت كلها عامرة بحسن الخلق ولكن حسبُنا ان نلقي الضوء على بعض تلك
الصور.

ـ قال أبو ذر لأخيه لما بلغه مبعث النبي صلى الله عليه وسلم: (اركب إلى هذا الوادي فاسمع من قوله فرجع فقال: "رأيته يأمر بمكارم الأخلاق" [متفق عليه].

ـ قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس أخلاقاً" [متفق عليه].

ـ وعن أمنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح)[رواه الترمذي و صححه الألباني (مشكاة المصابيح ٥۸٢٠)].

ـ و قالت رضي الله عنها:

(مارأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط ما لم ينتهك من محارم الله شيء، فإذا انتهك
من محارم الله تعالى شيء كان من أشدهم في ذلك غضبا، وما خير بين أمرين إلا
اختار أيسرهما ما لم يكن مأثما) [(صححه الألباني في مختصر الشمائل ص ١۸٣)].

اللهم
صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك
حميد مجيد.
سبحانك الله وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اللهم
صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك
حميد مجيد.
سبحانك الله وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اللهم
صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك
حميد مجيد.
سبحانك الله وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

عدد المساهمات : 1066 تاريخ التسجيل : 19/02/2012

» بيان الادلة القاطعة على جواز الاحتفال بمولد خير البرية رسول الله صل الله عليه وسلم
» ونعمت الهدية : الصلاة على خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم :
» حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم
» صور من محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
» الصحابي الجليل بلال بن رباح الحبشي مؤذِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشد رِحَالَه إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم