المتيم
عدد المساهمات : 643 تاريخ التسجيل : 21/02/2012 العمر : 48
| موضوع: بلال بن رباح رضي الله عنه الثلاثاء مارس 27, 2012 1:05 pm | |
|
بلال بن رباح رضي الله عنه مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم
من هو ؟ كان عمر بن الخطاب إذا ذُكر أبو بكر قال : " أبو بكر سيدنا ، وأعتق سيدنا " يعني بلالاً .
هو بلال بن رباح الحبشي ، أمه سوداء من بني جُمح بمكة ، حيث كانت أمه إحدى جواريهم وإمائهم كان يعيش عيشة الرقيق ..
كان سيدنا بلال رجلاً شديد السمرة ، نحيفٌ ناحلٌ ، مفرط الطول كث الشعر ، خفيف العارضين ، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه إلا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول : " إنما أنا حبشي .. كنت بالأمس عبداً " .. وهو أول مؤذن في الإسلام ومؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومزعج الأصنام . إسلامـــه : لما بدأت أنباء النبي الجديد تنادي سمعه في أرجاء مكة ، كان بلال يصغي إلى أحاديث سادته وأضيافهم ، وذات يوم يبصر بلال نور الله ، ويسمع في أعماق روحه الخيرة رنينه ، فيذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويسلم ولا يلبث خبر إسلامه أن يذيع ، وتدور الأرض برءوس أسياده من بني جمح ، وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف الذي رأى في إسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم بالخزي والعار ، ويقول أمية لنفسه : ( إن شمس هذا اليوم لن تغرب إلا ويغرب معها إسلام هذا العبد الآبق ) .. صور تعذيبه رضي الله عنه : صمد بلال لأقسى أنواع العذاب ، وكان يستمد القوة من إيمانه القوي الصامد كالجبال ، وقد وُضع عرياناً فوق الجمر، وكانوا يطرحونه على الحصى الملتهب في الظهيرة وهو عريان ويلقون بالحجر المتسعر على ظهره .. وكانوا يأمرونه بأن يذكر الأصنام بخير لتحفظ لهم كبريائهم ، ولكنه رفض أن يقولها وكان لا يفتأ أن يردد : " أحدٌ .. أحدٌ.." فإن كرروا عليه قولهم قال لهم : " إن لساني لا يحسنه !! " . العتـــق : وذات يوم وهم يعذبونه مر عليهم أبو بكر الصديق فصاح بهم : " أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟ " ، فيصيح في أمية بن خلف : " خذ أكثر من ثمنه واتركه حراً فاشتراه أبو بكر وحرره من فوره ، ثم قال أمية : خذه ، فواللات والعزى لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها ، فقال أبو بكر له : " والله لو أبيتم إلا مائة أوقية لدفعتها " .. أول مؤذن في الإسلام : وبعدما انتهى المسلمون من بناء المسجد النبوي من العام الأول للهجرة جمع النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة ليشاورهم في كيفية دعوة الناس للصلاة ، فقال بعضهم : نرفع راية إذا حان وقت الصلاة ليراها الناس، فلم يرضوا ذلك لأنها لا تفيد النائم ولا الغافل .
وقال آخرون : نُشعل ناراً على مرتفع من الهضاب فلم يقبل أيضاً ، وأشار آخرون ببوق وهو ما كانت اليهود تستعمله لصلواتهم فكرهه رسول الله حتى لا يكون تشبهاً باليهود ، وأشار بعضهم بالناقوس وهو ما يستعمله النصارى فكرهه الرسول أيضاً حتى لا يكون تشبهاً بالنصارى ..
وأشار بعضهم بالنداء فيقوم بعض الناس إذا حانت الصلاة وينادي بها فقُبِل هذا الرأي، وكان أحد المنادين عبد الله بن زيد الأنصاري ، فبينما هو بين النائم واليقظان إذ عرض له شخص وقال: ألا أعلمك كلمات تقولها عند النداء بالصلاة ؟ قال: بلى .. صيغة الأذان :
فقال له : قل الله أكبر الله أكبر مرتين، وتشهَّد مرتين، ثم قل: حيَّ على الصلاة مرتين، ثم قل: حيَّ على الفلاح مرتين، ثم كبر ربك مرتين، ثم قل لا إله إلا الله. فلما استيقظ توجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره خبر رؤياه ، فقال: « إنها لرؤيا حق» ، ثم قال له: « لقِّن ذلك بلالاً فإنه أندى صوتاً منك »، وبينما بلال يؤذن إذ جاء عمر يجر رداءه ، فقال: والله لقد رأيت مثله يا رسول الله،
فكان بلال أحد مؤذنيه بالمدينة، والآخر عبد الله ابن أُم مكتوم، وكان بلال يقول في أذان الصبح بعد حيّ الفلاح : «الصلاة خير من النوم» مرتين، وأقرّه الرسول على ذلك، وكان عليه الصلاة والسلام يأمر في فجر رمضان بأذانين : أولهما يوقظ به الغافلون حتى يَنْتَبِهوا للسحور، والثاني للصلاة.
وأما الأذان للجمعة، فكان أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلما كان عثمان وكثر الناس زاد نداء آخر على الزوراء. رواه البخاري. اللقاء بأمية بعد سنين : ولما بدأت الغزوات بين المسلمين وقريش ، اشترك بلال في بدرٍ التي كان شعارها أحدٌ .. أحدٌ ، وبينما المعركة تقترب من نهايتها لمح أمية بن خلف عبد الرحمن بن عوف صاحب رسول الله ، فاحتمى به على أن ينجو بحياته ، ثم سار به إلى مكان الأسرى ولما رأه بلال صاح قائلاً : " رأس الكفر ، أمية بن خلف .. لا نجوت إن نجا " ..
ورفع سيفه ليقتله فصاح عبد الرحمن بن عوف : " أي بلال .. إنه أسيري" فصاح بلال بالمسلمين : " يا أنصار الله .. رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوت إن نجا " وأقبل المسلمون ولم يستطع عبد الرحمن أن يحمي أدراعه ولا أسيره فألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف ثم صاح : " أحدٌ .. أحدٌ ". دخول مكة وصعوده فوق الكعبة المشرفة : ولما فُتحت مكة ودخلها رسول الله شاكراً مكبراً على رأس عشرة آلاف من المسلمين وتوجه إلى الكعبة ودخلها مع بلال ، ولما رأى التمثال منحوتاً يمثل إبراهيم عليه السلام وهو يستقسم بالأزلام ، فغضب رسول الله وقال : " قاتلهم الله .. ما كان شيخنا يستقسم بالأزلام ثم تلا (( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) ..
وأمر بلال أن يعلو ظهر الكعبة ويؤذن ، ووقفت الألوف المسلمة تردد في خشوع كلمات الأذان ووقف أبو سفيان وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام ، فقال عتاب وعينه على بلال : " لقد أكرم الله أسيداً ألا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه " ، وقال الحارث : " أما والله ، لو أعلم أن محمداً محق لاتبعه !! "، وعقب أبو سفيان وكان قد أسلم منذ ساعات : " إني لا أقول شيئاً ، فلو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى !! "..
وحينما غادر رسول الله الكعبة ورآهم فقال لهم : قد علمت الذي قلتم !! ومضى يحدثهم بما قالوا فصاح الحارث وعتاب : نشهد أنك رسول الله والله ما سمعنا أحد فنقول أخبرك. تواضعه رضي الله عنه : ذهب يوماً يخطب لنفسه وأخيه زوجتين فقال لأبيهما : " أنا بلال ، وهذا أخي عبدان حبشيان كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله إن تزوجنا ، فالحمد لله وإن تمنعونا ، فالله أكبر " ، ولبى القوم طلبهما وزوجوهما الفتاتين .. سُنة بلال : وروى ابن خزيمة في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يا بلال بم سبقتني إلى الجنة إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي ) فقال بلال يارسول الله: (ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدث قط إلا توضأت عنده)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا بلغت. ومعنى خشخشتك أمامي أي رأيتك مطرقا بين يدي كالمطرقين بين يدي ملوك الدنيا ..
روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: (( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ، فإني سمعت دق نعليك بين يدي في الجنة )) ، قال : (( ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي )) .. بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم : ولما رحل رسول الله إلى الرفيق الأعلى ، ونهض بأمر المسلمين بعده أبو بكر الصديق ذهب بلال إلى أبو بكر وقال له : " يا خليفة رسول الله .. إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله " ، قال له أبو بكر : فما تشاء يا بلال ؟ قال : أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت ، قال أبو بكر : ومن يُؤذن لنا ؟ قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع : إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله ، قال أبو بكر : بل ابق وأذن لنا يا بلال ، قال بلال : إن كنت أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد ، وإن كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له ، قال أبو بكر : بل أعتقتك لله يا بلال .. في الشـــــام : ولما زار الشام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتسلم مفاتيح القدس ، طلب من بلال أن يُؤذّن لهم ، ولم يستطع بلال أن يرفض طلب الخليفة ، خاصة في تلك المناسبة التاريخية وقال عمر : يا بلال إن هذا يوماً يسر رسول الله " فعلا ظهر المسجد وأذن بصوت حنون جعل الخشوع وخشية الله يسكنان قلوب السامعين ، وما إن وصل إلى (محمد رسول الله ) حتى فاضت عيناه بالدموع وبكى لبكاءه جميع الحاضرين ، وكان عمر أشدهم بكاءاً .. طلب رسول الله من بلال زيارته : وفي ذات ليلة بينما بلالاً نائم إذ رأى رسول الله في المنام يقول له : " ماهذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورنا ؟؟ " فاستيقظ والحزن يعصر قلبه وسار إلى المدينة المنورة فوراً زائراً لرسول الله وشاهد الحسن والحسين حفيدي رسول الله فاحتضنهما يقبلهما باكياً فقال له : " أذن لنا كما كنت تؤذن لجدنا " .. تأثر الناس بسماع بلال : وفي وقت السحر سمع الناس الآذان من صوت بلال ينبع من المسجد النبوي فارتجت المدينة بالبكاء وخرج الناس من منازلهم والنساء والعذارى إلى المسجد وجعلت الدموع تغسل وجوههم ، فلم تشهد المدينة يوماً كهذا إلا يوم موت رسول الله ، عاد بعده إلى الشام مرابطاً في سبيل الله إلى أن توفي ودفن بالشام ..
اللهم أرضى عنه وعن سائر أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
| |
|
محب المصطفى
عدد المساهمات : 1398 تاريخ التسجيل : 19/02/2012 العمر : 59
| موضوع: رد: بلال بن رباح رضي الله عنه الثلاثاء مارس 27, 2012 4:33 pm | |
| أحسن الله إليك وجزاك عنا وعن المسلمين كل خير
| |
|
الزهراء
عدد المساهمات : 1559 تاريخ التسجيل : 28/01/2012
| موضوع: رد: بلال بن رباح رضي الله عنه الأربعاء مارس 28, 2012 3:57 pm | |
| | |
|